آخر الأخبار

الفعالية المقبلة: أمسية للقاصتين الإماراتيتين فاطمة عبد الله وفتحية النمر الأربعاء 23/5/2012 الساعة السابعة والنصف مساء في مقر الاتحاد في الشارقة.

السبت، 31 أكتوبر 2009

نادي القصة في رأس الخيمة

رأس الخيمة ـ الأربعاء 18/2/2009

في رأس الخيمة يراودك على الدوام شعورٌ بأنك في حضرة الثقافة الجادّة الأصيلة. فما من شبر أرض في رأس الخيمة لا ينطق بقصيدة أو يروي حكايةً أو يمثل مشهداً حياً يلتقي فيه الحاضر بالماضي، ويتزاوج الحلم بالواقع..

في رأس الخيمة وحدها يمكن للمقهى أن يتخلى عن وظيفته التقليدية، ليتحول إلى منتدى أدبي حقيقي. وفيها وحدها يمكن لجلسات السمر أن تتولى الكلمة المبدعة دور البطولة فيها. هكذا، وأمام البوابة الرئيسة لمعرض رأس الخيمة للكتاب توزعت الطاولات والمقاعد في فضاء مفتوح على الجهات كلها. أسلوب مبتكر في الدعوة إلى المشاركة. ما من بوابات، أو حواجز، أو حرس.. ما من جدران تحول دون الانخراط في الجو.. بوسع أي من المارة أن يصبح جزءاً فاعلاً وأساسياً من المشهد.. هكذا، وبكل بساطة..

صحيح أن اللقاء أساساً كان مرتباً لاستقبال أعضاء نادي القصّة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، لكن أحداً لم يقل إن المشاركة ستقتصر عليهم وحدهم. لقد كنا أمام احتفالية حرة لم يشكل أعضاء النادي سوى عنصر من عناصرها. ولأنها حرة، ومفتوحة، فقد كانت شديدة التنوع. فعلى صعيد الجغرافيا حضرت الإمارات وسورية والعراق والأردن، وعلى صعيد الفنون الأدبية حضرت القصة والشعر بشقيه (الفصيح والعامي)، أما على صعيد الاتجاهات الفنية فقد حضرت قصيدة النثر (أحمد العسم، وعبد الله السبب، وقاسم السعودي) إلى جانب التفعيلة والعمود (يارا العويس)، كما حضرت القصة ببنائها التقليدي الرصين (ري عبد العال)، إلى جانب القصة القصيرة جداً (بسيم الريس)، ومعهما القصة ذات النزعة التجريبية المغامرة (فاطمة عبد الله وإسلام أبو شكير)، إضافةً إلى القصة ذات اللغة الشفافة والأجواء الشعرية الدافئة (عائشة عبد الله وغزل المصطفى)..

كيف لذلك كله أن يجتمع في لحظة واحدة ومكان واحد، دون أن يراودك أدنى شعور بالتشتت والضياع؟!.. في رأس الخيمة ليس ثمة سوى شعور وحيد بالألفة والمحبة والحميمية. الكلمة الصادقة. إنه العنوان الكبير الذي التقى الجميع تحت مظلته. تبادلوا الابتسامات الصافية، وعمقوا من أواصر الصداقة التي تربط بينهم، ليرسموا بعد ذلك صورة مشرقة لما ينبغي أن يكون عليه الأدب الحقيقي. ثم جاءت عفوية التنظيم، وحميمية الاستقبال، لتضفي على هذه اللوحة تفاصيل أخرى جعلتها أكثر حيوية وقرباً من القلب..

أحمد العسم قرأ قصيدة عن ابنه محمد، وعبد الله السبب أهدى نصه إلى زوجته، ويارا العويس استذكرت أباها الراحل، وعلي جويد تحدث عن حبيبته.. قد يبدو توجه هؤلاء جميعاً في هذا المكان بالذات وفي هذه اللحظة بالذات إلى ما هو خاص في تجاربهم وعلاقاتهم الإنسانية محض مصادفة. لكن الحقيقة ليست كذلك بالتأكيد. إنها رأس الخيمة التي ذوبت جليد القلوب، وحركت الألسنة لتعبر بصدق عن مشاعر عميقة، قد لا يتاح لها أن تتدفق هذا التدفق الحر الدافئ في مكان آخر..

ولأن الصدق والإخلاص للكلمة كان عنوان الجلسة الأبرز فقد اقترح (عبد الله السبب) أن يتم ّإهداء الجلسة إلى روح الروائي العربي (الطيب صالح) الذي أعلن عن وفاته صبيحة اليوم نفسه.. وقد أجمع الحضور على قبول هذا الاقتراح، وخص الدكتور صالح هويدي فقيد الرواية العربية بجزء وافر من كلمته التي ألقاها في مستهل الجلسة، مشيراً إلى تراث الرجل ودوره في النهوض بالرواية العربية، والخروج بها من محيطها العربي إلى العالمي..

الدكتور صالح هويدي تقبل شاكراً في نهاية الجلسة الدرع وشهادة التقدير اللذين قدمتهما الأستاذة فاطمة الشرهان إلى نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات باسم مركز رأس الخيمة للمعارض، تعبيراً عن إحساس جميع العاملين بالمركز بالامتنان لهذه المشاركة المتميزة التي قام بها النادي ضمن فعاليات معرض رأس الخيمة للكتاب.

مقطع فيديو للفعالية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق