آخر الأخبار

الفعالية المقبلة: أمسية للقاصتين الإماراتيتين فاطمة عبد الله وفتحية النمر الأربعاء 23/5/2012 الساعة السابعة والنصف مساء في مقر الاتحاد في الشارقة.

السبت، 12 مارس 2011

باسل أبو حمدة يقرأ التاريخ شبه الكوني لغاليانو


شهدت الأمسية التي نظمها نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الأربعاء 9/3/2011 في الشارقة حول الكاتب الأوروغواياني (إدواردو غاليانو) نقاشاً مستفيضاً حول العلاقة بين الأدب والإيديولوجيا، ثم حول مفهوم القصة وحدودها وإمكانية تحررها من بعض الشروط التقليدية وانطلاقها في فضاء الكتابة المفتوحة المتاخمة لأجناس أدبية أخرى كالقصيدة أو الخاطرة أو سواهما..
وكان الدافع إلى هذه النقاشات مجموعة نصوص ترجمها عن الإسبانية وقرأها الصحفي والمترجم الفلسطيني باسل أبو حمدة من كتاب (مرايا: تاريخ شبه كوني) لغاليانو، وهي نصوص تضافرت في تكوينها عناصر مختلفة كالميثولوجيا والتاريخ والطبيعة والتحليل النفسي، مع حرص شديد على التكثيف، لذلك جاءت النصوص شديدة القصر، لكنها مع ذلك مكتنزة بالدلالات.
وفي ورقة نقدية ختم بها أبو حمدة الأمسية نقل عن غاليانو قوله: "هذه القصص مرتبطة بإنكار حق الشعور الوطني على الناس في جنوب العالم، واحتكار الروح الوطنية من قبل الشمال، وكل ذلك باسم حرية تجور كما قال نيتشة، لأن المساواة في الحقوق بين الفقير والغني، بين الضعيف والقوي هي مساواة تشكل في نهاية المطاف حالة من حالات عدم المساواة، أو بالأحرى تعمم أو تضاعف الظلم".
ويضيف غاليانو: "أنا أتكلم عن هذا الأمر ليس بعبارات إيديولوجية، وإنما من خلال قصص حصلت بالفعل". وكانت هذه العبارة دافعاً لنقاش مطول شهدته الأمسية حول الموقف الإيديولوجي لغاليانو التقدمي اليساري المناهض لكل أشكال الهيمنة الاستعمارية، وتجليات هذا الموقف في أدبه، وبالذات في النصوص التي قرئت في الأمسية، باعتبار أن هذه النصوص عالجت قضايا عامة ذات طابع إنساني كالعلاقة بين المرأة والرجل، وتاريخ الجنس البشري، ورحلة البحث عن الحقيقة التي لم تتوقف منذ وعى الإنسان وجوده. وأجاب أبو حمدة بأن الإيديولوجيا هنا يجب فهمها بمعناها الواسع المفتوح الذي يتجاوز الدلالة السياسية أو الحزبية.
أما فيما يتصل بهوية هذه النصوص فذكر أبو حمدة أن غاليانو لا يسمي ما كتبه قصصاً بل حكايات، وهي في الأصل مواد أدبية كان ينشرها في الصحافة ثم جمعها في كتاب، تماماً كما فعل كتاب كثر قبله وبعده، ومنهم على سبيل المثال محمود درويش في الأدب العربي.
يقول غاليانو في نص بعنوان (من الرغبة نحن):
"الحياة، بلا اسم، بلا ذاكرة، كانت وحيدة. كان لها يدان، لكن لم يكن لديها من تلمسه. كان لها فم، لكن لم يكن لديها من تتكلم معه. الحياة كانت واحدة، وكونها كانت كذلك، فإنها لم تكن أية حياة.
الرغبة أطلقت قوسها إذاً. وسهم الرغبة قسم الحياة بالنصف إلى فسطاطين، وأصبحت الحياة اثنين.
الاثنان التقيا وضحكا. كانت رؤيتهما بعضهما بعضاً تدفعهما إلى الضحك وملامسة بعضهما بعضاً أيضاً.

السبت، 5 مارس 2011

حفل توزيع جوائز مسابقة غانم غباش


أقام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الأربعاء 2/3/2011 في مقره في الشارقة حفلاً لتوزيع جوائز مسابقة غانم غباش للقصة القصيرة ـ الدورة الرابعة عشرة. وحضر الحفل، إضافة إلى الفائزين وحشد من الأدباء والإعلاميين والمهتمين، حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة الاتحاد، وناصر العبودي الأمين العام للاتحاد، الأمين العام للجائزة، وأسماء الزرعوني وأحمد العسم عضوا مجلس الإدارة، ومحمد حسن الحربي ممثل دائرة الثقافة والإعلام في عجمان التي انطلقت هذه الدورة من المسابقة برعايتها، وعبد الإله عبد القادر عضو لجنة التحكيم.
وفي كلمته التي ألقاها باسم الاتحاد توقف حبيب الصايغ عند شخصية غانم غباش التي تحمل الجائزة اسمه، وقال: "لقد أسهم غباش في انطلاق عنوان المجتمع المدني في الإمارات على الوجه الأكمل الذي أتاحته تلك المرحلة، وشكل حضوره العميق في صميم الحراك المجتمعي منذ السبعينات والثمانينات ضمانة استمرار أكيدة. لقد راهن غانم غباش على الوعد المتألق الأنيق في عيون وعقول وقلوب الشباب الذين كانوا معه ومن حوله، وساعدت فترات الازدهار بوتيرتها المتسارعة اللافتة في ظل القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه على بلورة الحلم في وقت قياسي".
وأضاف: "الحرية كانت تحدي غانم. الحرية والمسؤولية والالتزام. وفي سبيل ذلك بذل غانم الكثير، بل بذل، من دون مبالغة، عمره وحياته".
وختم الصايغ كلمته بالقول: "والوعد أن نظل على العهد، وأن يظل اتحاد الكتاب بيت الكتاب والأدباء جميعاً، تماماً كما أراد أبو مروان رحمه الله".
ثم ألقى محمد حسن الحربي كلمة دائرة الثقافة والإعلام، وفيها هنأ الفائزين، وحيّا اتحاد كتاب وأدباء الإمارات لتأسيسه هذه الجائزة النوعية المتخصصة، وحرصه على تطوير معاييرها والارتقاء بمستواها، لتأخذ مكانتها بين الجوائز الأدبية الرصينة والقيمة، مستهدفة فنأ أدبياً دقيقاً وممتعاً.
بدوره تحدث ناصر العبودي الأمين العام لاتحاد الكتاب، أمين عام الجائزة، عن الجائزة في دورتها الأخيرة، وذكر أن مجموع القصص المتقدمة للمسابقة بلغ 117 قصة قصيرة توزعت على عدد من الأقطار العربية هي الإمارات، وسوريا، والأردن، ومصر، والعراق، واليمن، والسودان، والجزائر، والمغرب، وفلسطين، ولبنان، وموريتانيا، إضافة إلى عرب يحملون الجنسيتين الإيرلندية والفرنسية، والجميع من المقيمين في الإمارات. ثم كشف العبودي عن أسماء أعضاء لجنة التحكيم، وهم: عبد الإله عبد القادر، ود. فاطمة المزروعي، وناصر الظاهري.
ثم تلا عبد الإله عبد القادر تقرير لجنة التحكيم، ومما ورد فيه أن اللجنة حرصت على أن تأتي أحكامها مقاربة للواقع الفني للنصوص في سلطة إبداعية تفرض نفسها بعيداً عن السلطات التوفيقية الأخرى، ودون اعتبار للتوزع الجغرافي، أو التوفيق بين الأسماء. وبعد المداولات توصلت اللجنة إلى منح الجائزة الأولى للأديب القاص إسلام أبو شكير من سوريا عن قصته (محمود درويش نثراً)، وذلك لقدرته على توظيف فنون السرد في القصة مع الإفادة من علم من أعلام الشعر المعاصر في إسقاط واعٍ يتناسب في المزج ما بين الموضوع القصصي وسيرة الشخصية المحورية في القصة، مما شكل للتجربة دلالة نوعية وتميزاً نسبياً في أدوات القص وفنونه، وقدرته على محاولة التجريب في إطار فن السرد وليس بعيداً عنه.
أما الجائزة الثانية فمنحت للكاتب المصري حمدي فؤاد مصيلحي من مصر عن قصته (البحث عن الذات) لما تميزت به من غنى وعمق وتناسب بين الشكل والمضمون الذي وظفه القاص بما يتناسب والمعاناة الإنسانية التي تتعايش مع الذات دون تقاطع.
ومنحت الجائزة الثالثة للأديب علي فؤاد عبد العال من سوريا عن قصته (السلمون الضائع مرتين) لأن فيها قدراً كبيراً من البعد الإنساني في الضد من التطرف والاضطهاد الديني الطائفي في أسلوب يتميز بتوظيف جيد لفنون السرد القصصي يتناسب والحالة الإنسانية التي تطرحها القصة.
كما منحت اللجنة سبع جوائز تقديرية لكل من الأدباء الحسن ولد محمد المختار (موريتانيا)، وبسيم جميل الريس (سوريا)، وحرامي محمد الفتح (الجزائر)، وري عبد العال (سوريا)، وعائشة الزعابي (الإمارات)، وعائشة عبد الله الجسمي (الإمارات)، ومنقذ عقاد (سوريا).
ووزعت في ختام الحفل الجوائز وشهادات التقدير على الفائزين.