مساء الأربعاء 22/10/2009، وضمن نشاطه الأسبوعي استضاف نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة الدكتور رسول محمد رسول في قراءة نقدية لرواية (طروس إلى مولاي السلطان)، وذلك بحضور كاتبتها الأديبة الإماراتية سارة الجروان. وبعد أن قدم إسلام أبو شكير منسق النادي ضيفي الأمسية إلى الحضور، عرض الدكتور رسول ورقته بعد تمهيد موجز تناول فيه المشهد الروائي في دولة الإمارات، وأبرز ما يميز هذه التجربة من خصائص وسمات.
ثم انتقل الدكتور المحاضر إلى الرواية، مشيراً إلى الميل الذي أبدته نحو توظيف المعطيات التاريخية، بحيث بدت أشبه بالأثر التراثي. ولكي يؤكد وجهة نظره هذه عمد إلى عرض مكثف لأهم أحداث الرواية، متوقفاً على نحو خاص عند الشخصيات الرئيسة، ومنها شخصيّة (جمعة) في علاقته بالمرأة. وقد لاحظ الدكتور رسول أن المرأة في الرواية لم تكن ضعيفة على الدوام، فثمة مواقف في الرواية عبرت فيها المرأة عن استعدادها لمواجهة الظلم الذي قد يلحق بها، كما أبدت قدراً من الوعي والقدرة على تحمل المسؤولية الاجتماعية التي تلتزم بها.
وقد تتبع الدكتور رسول في ورقته الأحداث وهي تتطور وتتشابك عبر مساحة زمنية واسعة تبدأ منذ مطلع القرن العشرين، وتنتهي إلى بدايات شروق الدولة الإماراتية الحديثة. وتوقف مطولاً عند شخصية (حصة) ابنة (جمعة) والتي احتلت النصف الثاني بكامله من الرواية. وفي أثناء تحليله لهذه الشخصية لحظ المحاضر تقاطعات تلتقي فيها (حصة) و(سارة الجروان ـ المؤلفة)، فافترض أنهما شخصية واحدة.
المؤلفة (سارة الجروان) كانت لها كلمة بعد انتهاء المحاضرة، تحدثت فيها عن رؤيتها الخاصة لطبيعة الفن الروائي وعلاقته بالتاريخ والتوثيق والسيرة الذاتية، وأشارت إلى أن تجربتها في هذا العمل ستتواصل من خلال جزء آخر له توشك على الفراغ منه.
وقد كان للحضور تعليقات ومداخلات تناول بعضها رواية سارة الجروان نفسها، وتناول البعض الآخر دراسة الدكتور رسول حولها، والمنهج الذي اتبعه، والنتائج التي خلص إليها.