آخر الأخبار

الفعالية المقبلة: أمسية للقاصتين الإماراتيتين فاطمة عبد الله وفتحية النمر الأربعاء 23/5/2012 الساعة السابعة والنصف مساء في مقر الاتحاد في الشارقة.

الجمعة، 9 أبريل 2010

روضة البلوشي ـ عجز المؤلفة

في أمسية أقامها نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الأربعاء 7/4/2010 قدم إسلام أبو شكير قراءة نقدية في نص قصصي للكاتبة الإماراتية روضة البلوشي. وقد أدار الأمسية الناقد الدكتور صالح هويدي.
أبو شكير قرأ نص البلوشي وهو بعنوان (عجز المؤلفة)، ثم قدم رؤيته الخاصة للنص مشيراً إلى أنه من حيث الظاهر يعالج قضية اجتماعية، إذ يروي حكاية امرأة تعاني من تسلط زوجها وأنانيته وإحساسه المتضخم بذاته، فهو يأتيها متأخراً، ويطلب منها أن تعد له عشاء، وعندما تعتذر لإحساسها بالتعب، ينهال عليها بالضرب.
وقد رأى أبو شكير أن قيمة النص لا تكمن في مضمونه هذا، لأنه مضمون تقليدي لا يخرج كثيراً على الصورة النمطية لهذه العلاقة في كثير من الأعمال الأدبية العربية. إن جوهر القصة كما قال يكمن في قضية الكتابة وعلاقتها بالواقع. فروضة البلوشي تتحول إلى راوية للحدث. والراوية بدورها تتحول إلى مؤلفة تسعى إلى تقديم صياغة جديدة للوقائع التي تمر بها، وتحاول جاهدة أن تخلص هذه الوقائع من ملامحها اللا إنسانية، ليجد القارئ نفسه أمام نصين: أولهما النص ذو الملامح القاسية الذي دونته روضة البلوشي بصفتها راوية، والآخر النص الرقيق الشفاف الذي دونته الراوية بصفتها مؤلفة. وقد توقف الناقد مطولاً عند حالة الإخفاق التي منيت بها محاولات إعادة الصياغة هذه، فأشار إلى أن نفاد الحبر من القلم ليس سوى تعبير كنائي عن موت النص الجديد.
وقد تساءل الناقد في دراسته عما إذا كان (عجز المؤلفة) عن رجل وامرأة حقاً. ثم أجاب بأن النص لم يكن ينظر إلى الخارج. لقد كانت عينه على الداخل. أي أنه كان يتأمل ذاته وهو يُكتَب، ثم يُكتَب، ثم يُمحى. فهو كتابة في الكتابة، أو نص في النص، أو لغة في اللغة.
وقد عقب الحضور على النص موضوع الأمسية، وعلى القراءة التي قدمت له، وكان ثمة اتفاق على أنه شديد الثراء، وأن ما قُدِّم لا يلغي الإمكانات الأخرى للقراءة والتأويل.

هناك تعليقان (2):

  1. نص عجز المؤلفة ، اعتراف صريح بالخصاء الإبداعي ، أو قل العقم الجمالي !!! لأن النص وهو يتطور من لحظة انفتاحه على أفق القرلااءة وهو يراوح مكانه ، يفتقر إلى الحركة بكل معانيها والحركة عصب العمل السردي وجوهره فإذا سكنت خرجنا من مدار إلى آخر ومن جنس إلى نمط ومن تخييل إلى تعبير
    ودمتم على قلق

    ردحذف
  2. كانت الأمسية التي قدمها الأستاذ إسلام أبو شكير واحدة من الأمسيات التي كشفت عن أهمية النقد للنص الإبداعي وفعاليته في حياتنا الفكرية، بما بذل فيه من جهد وتأمل واجتهاد في التأويل. وتبقى الأمسية وجمهورها يتساءلان عن موقع الكاتب أو موقفه مما يقال ويكتب؛ هل يصل إليه؟ ولم لا يكون حاضراً يكسب المشهد بعداً واقعياً ويوحي للناقد أنه قريب يتلقى فعله الإبداعي؟ لم يصر بعض الكتاب والكاتبات على النأي عن الحراك الثقافي؟ ويقاطع بعضهم بإصرار عن الظهور أو الربط بين إبداعهم وذواتهم؟ أليس الحضور والثقة بالنفس والاعتزاز بالإبداع الشخصي جزءاً من المنجز الإبداعي وقيمته لدى الكاتب؟ هل يمكن لمبدع يتخفى أو يخفي هويته وملامحه عن جمهوره أن يستمر ويحيا إبداعياً؟ أسئلة كثيرة أظن أننا في حاجة إلى أن نناقشها في منتدياتنا في زمن العولمة والعصر الرقمي والتخفي وراء الأسماء المستعارة

    ردحذف