أعلن الروائي والناقد عبد الفتّاح صبري مشرف نادي القصّة في اتّحاد كتّاب وأدباء الإمارات أنّ النادي راعى في خطّته لهذا الموسم أن ينفتح على الآداب العالميّة، وأن يتيح لجمهوره بين الحين والآخر نافذةً يتواصل من خلالها مع أبرز وأحدث ما تشهده ساحة الإبداع من تطوّرات، دون أن يعني ذلك إهمالاً أو تجاوزاً للمنتج الإماراتيّ أو العربيّ.
جاء ذلك في كلمته التي افتتح بها الأمسية التي أقامها النادي الأربعاء 24/11/2010 في مقرّ الاتّحاد في الشارقة حول تجربة الروائي البيروفي (ماريو بارغاس يوسا) الحائز على جائزة نوبل للآداب هذا العام، وشارك فيها كلّ من الأديب والمترجم المصري زكريّا أحمد عيد، والقاصّ والناقد السوري إسلام أبو شكير.
وقد أشار عيد في ورقته إلى أنّ الإعلان عن جائزة نوبل هذا العام كان مناسبةً لفتح الملفّات العالقة حول يوسا كإنسان، ويوسا كروائي. وقدّم عرضاً لأبرز مراحل حياته بدءاً من ولادته وصولاً إلى لحظة إعلان فوزه. وخلال هذا العرض تحدّث عن تحوّله في موقفه من يساريّ مناصر للثورة الكوبية، إلى يمينيّ مناهض لها. وذكر أنّ حياته الشخصيّة لا تنفصل عن تجربته الإبداعيّة، فالقارئ يصعب عليه أن يتوقّع ماذا سيكون عمله القادم، كما أنّ أعماله تبدو عصيّةً على التصنيف في بعض الحالات. وبعد أن قدّم لائحةً بعناوين أبرز كتبه في الرواية والنقد ختم حديثه بإشارةٍ إلى تحفّظ بعض المثقّفين العرب حول مواقفه من القضيّة الفلسطينيّة والغزو الأمريكيّ للعراق.
أما أبو شكير فتناول في ورقته رواية (امتداح الخالة) ليوسا، وقدّم تحليلاً لها ذكر فيه أنّ الرواية شكّلت صدمةً على المستوى الأخلاقيّ، والمستوى الفنّي، ومستوى الذائقة الفرديّة والحسّ الاجتماعي.
فالرواية على حدّ تعبيره تدخل مناطق وعرة، من خلال معالجتها لعلاقة طفلٍ بزوجة أبيه، وهي علاقةٌ لا تتوقّف عند حدود التعاطف المقبول، بل تنمو وتتصاعد إلى أن تدخل عالم المحرّمات. وفي أثناء رصده لهذه العلاقة في مختلف مراحلها كان يوسا يزجّ بفصولٍ هي بمثابة قراءات في لوحاتٍ فنية تستمدّ عناصرها من عالم الميثولوجيا، كما لو أنّه يسعى إلى إقناع المتلقّي على نحوٍ غير مباشر بأنّ الأمر ليس غريباً على الطبيعة البشريّة، وأنّ له جذوراً في التاريخ واللاوعي الإنسانيّ.
ثم توقّف أبو شكير مطوّلاً عند الفصل الأخير الذي قال عنه إنّه يمثّل لحظة الانهيار، حيث يتّضح أنّ كلّ ما حدث كان بتخطيطٍ مسبق من الطفل للإيقاع بزوجة أبيه، وإقصائها كلياً عن حياته، لتعود العلاقة بين الطفل وزوجة الأب إلى صورتها النمطيّة التي عكستها الأعمال الكلاسيكيّة كقصّة سندريلا، أو بعض قصص ألف ليلة وليلة.
وأشار الناقد في ختام ورقته إلى أنّ (امتداح الخالة) كانت ذات بنيةٍ أشبه ببنية الرواية البوليسيّة، حيث تحاك المؤامرة لا بعيداً عن عين الضحيّة وحسب، بل عن عين القارئ أيضاً. وذكر أنّها عملٌ مراوغ، فرغم كلّ ما فيها من إثارة وإغراق في وصف الحالات التي يفترض أن تظلّ خاصّةً وبعيدةً عن الأضواء، فإنّها تضمّنت إدانةً أخلاقيّةً لسلوكٍ منحرف، عبّر الكاتب عن بشاعته من خلال فصلٍ أسماه (شبه بشريّ) رصد فيه أقصى ما يمكن أن يصل إليه القبح من درجات.
أين الحديث عن جمالية القبح ؟؟أم أنه موضة انقرضت بسرعة !!! بتواطؤ مريب !! مع الجمهور !!
ردحذف