مساء الأربعاء 29/9/2010 نظّم نادي القصّة في اتّحاد كتاب وأدباء الإمارات ندوة حول الروائي الجزائري الراحل (الطاهر وطار)، بمشاركة كلٍّ من الأديب حسين طلبي (الجزائر) والإعلامي خالد عمر بن ققة (الجزائر) والناقد د. صالح هويدي (العراق)، وذلك بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته.
وتناول طلبي في حديثه جوانب من شخصية الأديب الراحل، وذكر أنّه بالرغم من المتاعب الصحيّة التي عانى منها في أخريات حياته، فقد ظلّ مهموماً بروايته (قصيد في التذلّل)، وكان يخاف الموت قبل أن يكملها، وكثيراً ما خالف تعليمات الأطباء من أجل إنجازها، كما كان قلقاً على مصير (الجاحظيّة) المنتدى الثقافي الذي أسّسه قبل عشرين عاماً، والذي كان يتحمّل مسؤوليّة إدارته بمفرده، واستطاع بجهوده الذاتيّة أن يجعل منه قلعة ثقافيّة لمواجهة كلّ القوى المعادية لفكر العروبة في الجزائر.
ثمّ تحدّث عن نشأته، وقدّم معلوماتٍ عن دراسته، وظروف انتسابه إلى الثورة الجزائريّة، والمعارك التي خاضها بعد الاستقلال مع المتفرنسين للدفاع عن اللغة الوطنيّة.
وأكّد طلبي أنّ الصحافة لم تنصف الرجل حتى بعد وفاته، ووجّه الدعوة إلى المشارقة للتقرّب من الأدب المغاربي، ودراسته، وإيلائه ما يستحقّ من عناية.
أمّا الإعلامي الجزائريّ خالد عمر بن ققة فنبّه إلى خطورة ما أثير عن أمازيغيّة الطاهر وطار، وأشار إلى أنّ هذا الطرح كان بغرض تشويه ما قدّمه الرجل. وقال: إنّ الطاهر وطار لم يتحوّل إلى مثقّف بيروقراطي أو نفعي رغم المناصب التي تسلمها، بل ظلّ محافظاً على انتمائه للفئة الثقافيّة، ولم يكن في وقت من الأوقات جزءاً من النظام. كما أنّ آراءه لم تكن تنطلق من معارضة سياسيّة، بل من إيمان بالفكر الحر، فهو يعدّ نفسه فوق السياسة. وختم بالقول إنّه نموذج يستحقّ أن يقتدى به.
من جهته تحدّث الدكتور صالح هويدي عن التأثير العميق الذي تركته تجربة الطاهر وطار في مسيرة الرواية العربيّة، ونوّه إلى أنّ الراحل كان روائياً ومثقفاً مثيراً للجدل، سواء على مستوى النشاط الثقافي، أم على مستوى الانخراط الإيديولوجي، أم على مستوى الكتابة الإبداعية.
وقد استطاع الطاهر وطار كما يقول هويدي أن يؤصّل لفنّ الرواية في الجزائر بمعناها الخارج عن النمط التقليدي. صحيح أنّه لم يذهب بعيداً في التجريب والحداثة، لكنّه قدم أعمالاً تفلّت فيها من أجواء الرواية التقليدية.
وأشار هويدي إلى أنّ الراحل دخل مناطق مثيرة، وحرّك بعض التابوهات، وهذا ما يفسّر اهتمام الأدباء الشباب بتجربته.
وتوقّف الناقد عند روايتيه (تجربة في العشق) و(الحوات والقصر) اللتين حاول فيهما أن يقترب من التراث، وأن يستلهمه. أمّا أعماله الأخيرة فدخل فيها منطقة الرؤيا والصوفيّة. كما أنّه قارب العوالم السورياليّة والوجوديّة، واستخدم الترميز في روايات أخرى مثل (عرس بغل).
وختم هويدي بالقول: إنّ الطاهر وطار لم يكن روائياً فقط، بل مثقفاً، وعلامة جامعة للمثقفين، كما أنّه قدّم مفهوماً بعيداً عن التخندق والإطار القوميّ المنغلق.
يذكر أنّ هذه الندوة أقيمت في سياق التوجّه الجديد لنادي القصّة لتسليط الضوء على رموز السرد العربي والعالمي الكبار، وقد أظهر برنامج أنشطة النادي للفترة المقبلة أنّه يسعى للانتقال بتجربته نحو مستوى آخر يبدو فيه أكثر فاعليّة واهتماماً بالتجارب الإبداعيّة الكبرى، من غير تفريط بدوره في رعاية المواهب الشابّة، وتهيئة الظروف التي تكفل لها النمو والنضج.
* انظر أيضاً:
جريدة (الاتحاد).
جريدة (الخليج).
جريدة (البيان).
وكالة أنباء الإمارات (وام).
موقع (الإمارات تايمز).
* انظر أيضاً:
جريدة (الاتحاد).
جريدة (الخليج).
جريدة (البيان).
وكالة أنباء الإمارات (وام).
موقع (الإمارات تايمز).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق