الأربعاء 13/1/2010 التقى أعضاء نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات للاستماع إلى القاصين (أيمن جمال الدين) و(رضا عفيفي) من مصر في أمسية أدارها إسلام أبو شكير منسق النادي.
القاص أيمن جمال الدين قرأ قصة حملت العنوان (أشياء صغيرة)، سلط فيها الضوء على حالة من الاضطهاد المركب، فالاضطهاد الذي يعانيه الأب في حياته يمارسه هو الآخر في علاقته بابنته الوحيدة. إن مأساة الطفلة وإن بدت مرتبطة بسلوك الأب لكنها في النهاية ثمرة مرة لواقع انعدمت فيه أبسط أنواع العدالة.
ثم قرأ القاص مجموعة من القصص القصيرة جداً تحت عنوان (مفارقات) وفيها رصد لجملة من المظاهر شديدة التناقض، كالحياة والموت، أو الطفولة والشيخوخة، أو الصحة والمرض، أو الحضور والغياب، ثم يلعب الفن لعبته ليوائم بين هذه التناقضات في نصوص تسعى إلى إحداث صدمة في وعي المتلقي.
(رضا عفيفي) قرأ بدوره نصين، أولهما كان بعنوان (الفيل) وفيه نوع من الترميز، حيث يعيش أحد أحياء المدينة حالة من الفوضى يسببها فيل هارب، ويسهب الكاتب في تصوير هذه الفوضى ليكشف عن حجم الخلل الذي تعاني منه العلاقات الإنسانية داخل المجتمع.
النص الثاني بعنوان (لصوص) وكان أشبه بورقة دفاع عن شريحة اجتماعية مسحوقة تعاني من الظلم والاضطهاد. فالطفلان المشردان اللذان كانا قد عثرا لتوهما على قطعة بلاستيكية من بقايا لعبة قديمة مفككة في أحد أكياس القمامة يتهمان باللصوصية، والغريب أن الاتهام يصدر عن طفل في مثل عمرهما، لكنه ينتمي إلى شريحة أخرى يجسدها الأب صاحب الحقيبة الملأى بالأوراق النقدية التي تضمنت القصة تلميحات إلى مصدر غير مشروع لها..
ناقش الحضور النصوص التي قرئت، وكانت معظم المداخلات تشير إلى أن التقاطعات بين تجربتي الكاتبين كانت ملموسة وواضحة، فثمة التصاق شديد بالواقع، وسعي إلى البحث في هوامش الحياة حيث البشر المسحوقون المجردون من الحقوق، لكن بعض المداخلين أدلى بملاحظات تمس الجانب التقني في النصوص، كالإطالة غير المبررة في وصف بعض الحالات والمواقف، وبساطة الترميز وخلوه من الإثارة، إضافة إلى الارتباك اللغوي الذي عانت منه هذه النصوص.
انظر أيضاً تغطية كل من:
جريدة الاتحاد
جريدة البيان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق