ضمن نشاطه الأسبوعي خصص نادي القصّة في اتّحاد كتاب وأدباء الإمارات جلسته الأربعاء 6/1/2010 لمناقشة المجموعة القصصية (30>43) للقاص السوري إسلام أبوشكير الصادرة مؤخراً عن دار التكوين في دمشق.
الجلسة أدارها الروائي والناقد عبد الفتاح صبري مشرف النادي. وقد بدأها بكلمة رحب فيها بالحضور، وعرّف بصاحب المجموعة القاص إسلام أبو شكير الذي قرأ قصة بعنوان (ذاكرة بيضاء)، فيها محاولة لتشكيل عالم خاص يختلف بأجوائه ومنطقه وقوانينه عن عالم الواقع، كما يتجلى فيها هاجس القبض على الحالة الخاصة التي تستعصي عادة على أدوات الرصد والملاحظة التقليدية.
ثمّ عرّف صبري بضيفي الأمسية الناقد العراقي الدكتور محمد قاسم نعمة، والتونسي فتحي الهمامي، مشيراً إلى منجز كل منهما على صعيدي الإبداع والنقد.
الدكتور محمد قاسم نعمة أشار في بداية ورقته إلى أن المجموعة تستثمر إمكانية الكتابة بوصفها دالاً يجمع بين السمعي والبصري، فلا يقف عند حدود الرؤية بل يتجاوزها إلى السمعي والذهني. ثم انتقل إلى ما أسماه (نواة السرد) ورأى أن حركة الكتابة كانت حركة إثبات ومحو، وهو الرأي الذي حاول أن يدعمه بجملة من الأدلة المستقاة من نصوص المجموعة. وأفاض د. نعمة في الحديث عن وسائل التعبير المختلفة ومنها الشكلنة على حد تعبيره. واستعرض في هذا السياق جملة من التقنيات كاستخدام المتن والحاشية، ومغادرة المؤلف موقعه الطبيعي على صفحة الغلاف ليستقر في المبنى الحكائي، ومحاولة الاستفادة من بعض الأشكال المألوفة في حقول كتابية أخرى كالفهارس والهوامش، وتوظيفها لتكون جزءاً من لعبة التجريب التي يصر الكاتب على ممارستها.
أما الناقد فتحي الهمامي فتوقف مطولاً عند ما أسماه تعالياً عما هو اجتماعي، وإغراقاً في الهم الفردي ذي الملامح الوجودية. ثم انتقل إلى العتبات النصية، وأشار إلى العناوين، ومنها عنوان المجموعة الذي جاء في صورة رمز رياضي، ورغم أن هذا النوع من الرموز يأتي عادة أحادي الدلالة فإنه هنا وظف فنياً فانفتح على الدلالات. أما الفهارس الفنية في نهاية المجموعة فكان الغرض منها ـ كما يرى الهمامي ـ التأثير على المتلقي وتوجيهه لاتّخاذ مواقف مسبقة أعد لها الكاتب. ثم انتقل إلى ظاهرة التجريب في النص القصصي، وميز بين نوعين: المشترك المتاح، والخاص المميز. وختم الهمامي ورقته بمجموعة من الملاحظات، منها أن المجموعة افتقرت إلى التلوين اللغوي، وظلت أسيرة مستوى لغوي واحد، كما أشار إلى وحدة المحاور والثيمات، حيث هيمنت ثيمة الموت على معظم نصوص المجموعة. وخلص في النهاية إلى أن في المجموعة ما يشير إلى أنها كانت تخطيطاً أولياً لعمل روائي ربما كان صاحبها يعد له مستقبلاً.
الأمسية انتهت بمداخلات أدلى بها عدد من الحاضرين، وركزت في مجملها على بعض الخصائص التي ميزت المجموعة كالميل إلى التجريب، والتنويع في الوسائل والأدوات المستخدمة للتفاعل مع المتلقي.
انظر أيضاً تغطية كل من:
جريدة الاتحاد
جريدة الخليج
وكالة أنباء الإمارات (وام)
ولتنزيل نسخة من المجموعة موضوع الخبر يمكن الضغط على صورة الغلاف في الأعلى.